- مؤسسه پژوهشی میراث مکتوب - https://mirasmaktoob.com -

مقال الأستاذ الدكتور أيمن فؤاد سيد في جريدة الوفد

میراث مکتوب – أكد الدكتور «أيمن فؤاد سيد»، أستاذ التاريخ الإسلامي، ومدير مركز تحقيق التراث بجامعة الأزهرالشريف، ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية: أن صلاح الدين الأيوبي لم يحرق مكتبة القصر الكبير مثلما ادعى يوسف زيدان، بل إن صلاح الدين عرض تلك المكتبة للبيع، وذلك بعد أن قال له العلماء والمتخصصون: أن هذه الكتب تسهم في اتساع الفجوة بين المسلمين؛ بسبب احتوائها على كتب ترسخ للفكر الشيعي، فما كان منه إلا أن عرضها للبيع دون المساس بها، فانتقى القاضي الفاضل 100 ألف مجلد، وانتقى العماد الأصفهاني 100 ألف مجلد، أرسلها إلى الشام، واستغرق بيع المكتبة عشر سنوات، وما قيل عن إحراقها كلام غير دقيق على الإطلاق.
وكشف «فؤاد» عن جوانب خفية في شخصية (صلاح الدين الأيوبي) بأنه تولى الوزارة في عهد الفاطميين، وأنه يعتبر آخر وزير للفاطميين وتنسب له معارك كبيرة حاسمة، منها المعركة الشهيرة على الصلبين واسترداد بيت المقدس.
ورغم أن «صلاح الدين» من أصول كردية، فإنه استطاع توحيد الصفوف، وتوحيد الدعوة الإسلامية، وعودة المذهب السني إلى الأزهر الذي تم نقل الخطبة منه إلى جامع الحاكم بأمر الله طوال 100 سنة، مما أدى إلى تهدم الجامع الأزهر قبل ترميمه مرة أخرى.
وأشار أيمن فؤاد إلى بعض الحقائق التاريخية غير السليمة التي ظهرت في الفيلم الشهير « الناصر صلاح الدينوهي التي كانت مدخلا لهذا الهجوم على القائد الأيوبي، ومن تلك الحقائق غير السليمة، أن «صلاح الدين الأيوبي» لم يتلق ملك الصليبيين، وأنه لم يكن بين صفوف الجيش الذي يحارب الصليبيين مسيحي كما ادعت الدراما التاريخية، لكن الأسلوب
الذي استخدمه «زيدان» غير متداول في البحث العلمي على الإطلاق، خاصة أن صلاح الدين جاء إلى مصر في سن صغيرة والتف حوله المصريون وجيء به وزيرا بعد طلب الفاطميين الاستعانة بقوى أخرى لمواجهة الضعف الذي ضرب الفاطميين آنذاك، فجاء صلاح الدين مع جيش نور الدين وأسد الدين شيركوه، عم صلاح الدين الذي مات من التخمة، ليتم اختيار صلاح الدين خليفة له في الوزارة دون أدنى ترتيب منه أو تدبير.
وأكد «فؤاد» أن صلاح الدين الأيوبي قام بإصلاحات كبيرة منها، تنظيم الجبهة الداخلية، نقل مقر الحكم إلى قلعة الجبل بالقاهرة وبناء مدارس الفسطاط، وألغى الخطبة للفاطميين وأقام الخطبة للعباسيين ليضع نهاية الحكم الفاطمي في مصر، وأعاد الأزهر ليدرس المذهب السني بعد ما كان يدرس المذهب الشيعي، كما أنه أسس لدولة كبيرة من سوريا إلى ديار بني بكر إلى اليمن.

[1]
[2]